توتنهام ضد مانشستر يونايتد: نهائي الدوري الأوروبي هو الفوز أو الخسارة لمدرب توتنهام أنجي بوستيكوجلو في بلباو
يواجه توتنهام مانشستر يونايتد في نهائي الدوري الأوروبي يوم الأربعاء في بلباو؛ لدى مدرب توتنهام أنجي بوستيكوجلو فرصة لتحقيق وعده بالفوز بالبطولات في موسمه الثاني؛ فالمجد في إسبانيا سيجعل توتنهام ينهي صيامه عن الألقاب الذي دام 17 عامًا وسط أسوأ موسم له على الإطلاق في الدوري الإنجليزي الممتاز، وبعد ثمانية أشهر، لا يزال أنجي بوستيكوجلو، مدرب توتنهام، على المسار الصحيح لتحقيق وعده الجريء، وجاء ادعاؤه بعد هزيمة الفريق 0-1 في سبتمبر/أيلول الماضي على أرضه أمام غريمه في شمال لندن آرسنال - وهي واحدة من 21 خسارة قياسية للنادي في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم.
وتركتهم الهزيمة 2-0 أمام أستون فيلا يوم الجمعة في المركز السابع عشر في جدول الترتيب، في حين كانت هذه هي المرة الخامسة والعشرين التي يخسرون فيها في جميع المسابقات هذا الموسم - وهو أعلى رقم مشترك في موسم واحد في تاريخهم (متساويًا مع موسم 1991/92)، ولكن من الغريب أن هذا الموسم ربما لا يزال يعتبر ناجحا، يمنح نهائي الدوري الأوروبي ضد مانشستر يونايتد في بلباو بوستيكوجلو الفرصة ليس فقط لتحقيق ضمان الفوز بالألقاب ولكن أيضًا لإنهاء جفاف توتنهام الذي استمر 17 عامًا وضمان التأهل إلى دوري أبطال أوروبا، إن هذا الإنجاز، إلى جانب أسوأ موسم لتوتنهام في الدوري الإنجليزي الممتاز، من شأنه أن يضع إدارة النادي أمام معضلة حقيقية بشأن مستقبل بوستيكوجلو.
قال جيمي ريدناب، لاعب خط وسط توتنهام السابق، لشبكة سكاي سبورتس : "ربما يكون هذا القرار هو الأهم في حياة رئيس توتنهام دانييل ليفي، فهل سيحتفظ به أم سيقيله؟"، "جزء منك ينظر إلى أداء الدوري الإنجليزي الممتاز ويقول، 'كيف يمكنني الاحتفاظ به؟' لأنه كان شيطانيًا، "لكن إذا فاز ببطولة أوروبية - وكان مشجعو توتنهام يطالبون بالفوز بالبطولة منذ فترة طويلة - أعتقد أن هذا سيجعل من الصعب للغاية إقالته من هذا المنظور، "إذا فازوا بالكأس، فهذا يشبه وضع الأبطال"، ولكن هذا هو المأزق الخطير الذي يعيشه بوستيكوجلو، فهو يمكن أن يتحول بسهولة إلى شرير، لكن لاعبيه نجحوا في إسكات الضجيج المحيط بالمدرب البالغ من العمر 59 عاما في طريقهم إلى النهائي.
وقال مدافع توتنهام ميكي فان دي فين لشبكة سكاي سبورتس : "كان الجميع في وسائل الإعلام يشككون في قدراتنا، ويشككون في المدرب، ولكن في الداخل ظل الجميع يؤمنون بنا، وكان الجميع يعرف الجودة التي لدينا، وظل الجميع خلف المدرب"، "أعتقد أن هذا جعلنا مجموعة متقاربة للغاية، وآمل أن نتمكن من إنهاء هذا الموسم بقوة وبشكل مثالي برفع الكأس"، يعتقد ريدناب أن الفوز ببطولة الدوري الأوروبي سوف يعوض الموسم المخيب للآمال الذي حققه الفريق في الدوري الإنجليزي الممتاز، وقال "هناك حجة تقول إنهم يفضلون الفوز بالكأس بدلاً من إنهاء الموسم في المركز الخامس، وأنا أتفق مع ذلك".
"ونحن جميعًا نقول، "هذا خطأ"، ولكنني لا أنظر إلى الوراء وأقول "تذكر ذلك العام الذي حصلنا فيه على المركز الخامس، لقد كان رائعًا"، بل تنظر إلى الوراء وتفكر، "لقد فزت بكأس" - هذا هو أفضل وقت في حياتك"، بالنسبة لتوتنهام، هذه فرصة لتغيير السرد وتاريخ النادي، "إذا فازوا بالكأس هذا العام، فسوف ننسى هذا المركز في الدوري، وسوف يصبح غير ذي صلة لأن كل الاحتفالات ستكون على هذا الأساس"، وسيكون الفوز في بلباو هو أول لقب أوروبي يحققه توتنهام منذ 41 عاما - ولا يغيب احتمال تحقيق مثل هذا الإنجاز التاريخي عن حارس المرمى جولييلمو فيكاريو.
وقال لشبكة سكاي سبورتس : "لا أعرف عدد المرات التي يمكن أن يحدث فيها هذا [النهائي الأوروبي] خلال مسيرتي المهنية، لذا فهي فرصة كبيرة لنا كلاعبين ولجميع المشاركين في هذا النادي لكرة القدم وللجماهير"، "لدينا هذه الرغبة في إحضار الكأس هنا لأن هذا يعني بالنسبة لنا أننا سنكون في تاريخ هذا النادي لكرة القدم، وسنكون على صور الحائط داخل الملعب، لذلك فهو شيء نتطلع إلى محاولة القيام به"، هاري كين، هداف النادي التاريخي، يقف على تلك الجدران رغم عدم فوزه بأي لقب مع النادي، لكنه كسر مؤخرًا حاجز الهزيمة مع بايرن ميونيخ، متذوقًا طعم النجاح في الدوري الألماني، كما انتهت فترة الجفاف في الألقاب التي حصدتها العديد من الأندية في جميع أنحاء أوروبا هذا الموسم - فاز كريستال بالاس بكأس الاتحاد الإنجليزي ليضمن أول لقب كبير له على الإطلاق، وأنهى نجاح نيوكاسل في كأس كاراباو 56 عامًا بدون ألقاب، وفاز بولونيا بكأس إيطاليا لينهي انتظارًا دام 51 عامًا.
الآن، يمكن لتوتنهام أن يصبح النادي التالي الذي ينهي عقدة الألقاب، قال فان دي فين: "الجميع يتحدث عن فوز توتنهام بالألقاب أو عدمه، لكنك تقول إن هذا أمرٌ خاصٌّ به، من المهم أيضًا تغيير ذلك، لكن الأهم هو أننا قادرون على تغيير كل شيء لهذا النادي، وتجاوز فترة الجفاف الطويلة التي لم تُسفر عن أي ألقاب"، إن ذكر الهولندي لكلمة "سبيرزي" من شأنه أن يرسل قشعريرة في أرجاء جماهير توتنهام، لقد كانت هناك عدة فرص ضائعة منذ فوز الفريق بكأس كارلينج عام 2008: ثلاث هزائم في نهائي كأس الدوري، واحتلال المركز الثاني في الدوري الإنجليزي الممتاز، وخسارة في نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2019، بالنسبة لروي كين، لاعب سكاي سبورتس ، فإن هذه الإخفاقات المؤلمة في التصفيات النهائية هي ما يمنح ناديه السابق مانشستر يونايتد الأفضلية في إسبانيا.
قال: "أعتقد أن تاريخ مانشستر يونايتد يحمل بعض الأهمية، إذا نظرت إلى أداء الفريقين في الدوري، ستجد أن الفارق بينهما ضئيل، فقد كان كلاهما في حالة يأس، لكنني أعتقد أنه مع حلول اللحظة الحاسمة، وتاريخ يونايتد في النهائيات، وحتى فوزه ببعض الكؤوس في السنوات القليلة الماضية، ستعتقد أن لديهم معرفة أكبر بالمباريات الكبرى من توتنهام"، "أنا لا أجلس هنا واثقًا من أن مانشستر يونايتد سيفوز، ولكن أعتقد أن هذا قد يحسم المباراة لصالحهم"، ستكون الهزيمة أمام مانشستر يونايتد بمثابة "هزيمة لتوتنهام" أكثر بالنظر إلى سجلهم القوي في الآونة الأخيرة ضد الشياطين الحمر، وتغلب فريق بوستيكوجلو على مانشستر يونايتد ثلاث مرات هذا الموسم، في حين لم يهزم توتنهام في آخر ست مباريات خاضها في جميع المسابقات ضده، "هذا هو الماضي، لا يمكننا أن ننظر إلى الماضي"، أصر فيكاريو.
فما هو نوع النهائي الذي يتوقعه الإيطاليون في سان ماميس؟، قال: "إنها مباراةٌ مليئةٌ بالتفاصيل واللحظات الحاسمة، ستكون مباراةً متقاربةً للغاية، لذا فالأمر يتعلق بالفهم ومحاولة تجنّب الأخطاء، لأن الفريق الذي يمتلك العقلية السليمة والانضباط اللازمين لارتكاب أخطاء أقل من غيره سيفوز باللقب"، "إنها مباراة تتطلب التركيز لمدة 90 دقيقة أو 120 دقيقة، مهما كان الأمر، من أجل رفع الكأس"، ووصف ريدناب المباراة بأنها "50/50" حيث وصلت خطة بوستيكوجلو المثيرة إلى نهايتها مساء الأربعاء، إنه حقا بلباو أو الفشل بالنسبة.